
لقد انضمت دول مجلس التعاون الخليجي إلى إدانة حازمة لا تتزعزع لأعمال العنف التي تتكشف في قطاع غزة، والتي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلية. وهم يدعون بحزم إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وإقامة هدنة إنسانية دائمة، ورفع الحصار الإسرائيلي، وتوصيل السلع والخدمات الأساسية دون عوائق إلى المدنيين المحاصرين في غزة.
وخلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، تم تقديم مشروع قرار من الأردن نيابة عن المجموعة العربية. ويسعى هذا القرار إلى وقف فوري ودائم ومستدام لإطلاق النار الإنساني لوضع حد للأعمال العدائية وضمان توفير الضروريات الأساسية بسرعة ودون عوائق لشعب غزة. والجدير بالذكر أن هذا القرار حصل على تأييد ساحق من 120 عضوًا في الجمعية العامة.
أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن إدانتها الشديدة لأعمال العنف التي تجتاح قطاع غزة والمعاناة التي يتعرض لها المدنيون الأبرياء على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية. إن هذه التصرفات تتجاهل بشكل صارخ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والمبادئ المنصوص عليها في اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949. وتلزم هذه الاتفاقية إسرائيل بشكل لا لبس فيه، باعتبارها القوة المحتلة، بحماية سلامة المدنيين أثناء أوقات النزاع.
وقد قدم هذه الإدانة الصريحة السكرتير الأول خالد بن صالح الربخي نائب المندوب الدائم لوفد سلطنة عمان لدى الأمم المتحدة في نيويورك نيابة عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. جاء ذلك خلال الجلسة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة تحت عنوان "الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية" والتي تمتد إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويبرز البيان عدم قدرة مجلس الأمن على التوصل إلى موقف إجماعي بشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في غزة. إن العدوان الذي لا هوادة فيه من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد السكان الأبرياء المسالمين هو أمر يثير قلقا عميقا، ويتطلب إدانة دولية لا لبس فيها. ويشمل ذلك فرض الحصار، وحجب الموارد الأساسية، والعقاب الجماعي، وعرقلة الوصول إلى المياه والكهرباء، وعرقلة الوصول إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
وفقا للأمم المتحدة، فقد أكثر من 6,500 مواطن فلسطيني في قطاع غزة حياتهم بشكل مأساوي، من بينهم 2,300 طفل، و1,200 امرأة، والعديد من الموظفين الدوليين العاملين في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). . بالإضافة إلى ذلك، ارتفع عدد الجرحى والمصابين إلى حوالي 17 ألف شخص.
ويؤكد البيان بقوة أن الأحداث الجارية في غزة غير مقبولة على الإطلاق. ومع ذلك، فإن هذه المحن لن تردع الشعب الفلسطيني عن المطالبة بحقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، وخاصة حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى غرار السكان المضطهدين الآخرين، يسعى الشعب الفلسطيني بحماس إلى إنهاء الاحتلال. ويؤكد البيان من جديد أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها تظل واضحة للجميع، ولا يمكن لأي تفسير أن يغيرها. وفي نظر المجتمع الدولي، ووفقا لقرارات مجلس الأمن، فإن فلسطين أرض محتلة.
لذلك، من المقلق وغير المقبول أن يحاول البعض وصف الاحتلال بأنه عمل من أعمال الدفاع عن النفس. ولا يتم الدفاع عن النفس في الأراضي المحتلة والمغتصبة.
وأكد البيان دعم دول مجلس التعاون الثابت للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية ممثلة في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية.
كما تؤيد هذه الدول مبادرة السلام العربية التي تهدف إلى تحقيق السلام العادل والشامل الذي يمهد الطريق لعصر جديد من التعايش السلمي والأمن الجماعي لجميع شعوب الشرق الأوسط. ومن شأن اتفاق السلام هذا أن يضع حداً لعقود من إراقة الدماء والعنف والاضطهاد والانتهاكات المنهجية.
وفي الختام، فإن دول مجلس التعاون الخليجي تدعو كافة الدول الأعضاء إلى التصويت لصالح القرار المقدم من المملكة الأردنية الهاشمية. وهم يحثون بشدة على مبادرات وقف إطلاق النار الفوري، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق - بما في ذلك الغذاء والماء والوقود والأدوية - ورفع الحصار الإسرائيلي. وتصر دول مجلس التعاون الخليجي على استعادة إمدادات الكهرباء والمياه وتطالب بشكل لا لبس فيه بوضع حد لأية خطط تهدف إلى التهجير القسري للسكان المدنيين.